نهاية اللعب في مباراة الشطرنج.
بعد معركة حامية قد تكون دامت لوقت طويل على رقعة الشطرنج، بدءا بالافتتاحية و مرورا بوسط اللعب. لم يتبقى سوى بِضع قطع لكلا الخصمين حيث تم أسر و تبادل معظم القطع خلال مرحلة وسط اللعب، و توجد مساحات فارغة على الرقعة. و رغم كل هذا، يبدو من الصعب العثور و التكهن بأفضل النقلات التي يمكن لعبها... لكن كيف يمكن ذلك؟.
حسنا، ها نحن ذا في عالم النهايات الذي أعتبره بمثابة عالَم مدهش لا يُصَدَّق، و هي المرحلة التي تبدأ عندما يتم تبادل غالبية القطع بين الخصمين، حيث يتوفر كل لاعب فقط على قطعة أو اثنتين بالإضافة إلى الملك و بضعة بيادق.
بعض النهايات تبدوا واضحة و يسهل فيها تحديد الفائز، بينما تبدوا الأخرى غامضة و يصعب التكهن لمن ستكون الغلبة.
نهاية اللعب هي مرحلة تتطلب إجراء أكبر عدد من الاحتمالات، كما أنها تستلزم تقنيات أكثر و دراسة دقيقة لكل نقلة قبل تنفيذها. و هي أيضا مرحلة لا تتطلب الكثير من الإبداع. فمثلا اللاعبين ذوي الخبرة، دائما ما يحاولون اختيار افتتاحيات محددة تأخذهم إلى نهاية لعب سهلة بدون صعوبات أو نقص في قطعهم.
كما سبق و أن قلت بأن نهاية اللعب تعتبر بمثابة عالم مدهش لا يُصدق، لكن لماذا...؟.
بكل بساطة، لأن القطع التي كانت في سبات عميق طيلة الافتتاحية و وسط اللعب. تستيقظ فجأة، حيث نرى البيادق تتسارع لبلوغ الصف الأخير من الرقعة لتحصل على الترقية إلى رتبة وزير، و الملك الذي يطارد هذه البيادق لمنعها من بلوغ هدفها أو أنه يسير بجانب بيادقه لحمايتها من العدو.
يبقى أهم شيء في لعبة الشطرنج هو الممارسة الدائمة من أجل تطوير المستوى الشخصي و بلوغ أعلى المراتب في التصنيف سواء المحلي أو الدولي للاعبي الشطرنج. فمبدأ الممارسة من أجل مستوى أفضل ينطبق أيضا على لعبة الشطرنج. و يستحيل أن يحصل أي لاعب شطرنج على لقب أستاذ كبير أو خبير بدون دراسة نهايات اللعبة. لماذا؟ بكل بساطة لأن أي وضعية خلال النهايات تتوفر على عدة احتمالات قد يخرج منها اللاعب الذي يمكن اعتباره خاسرا، أن يخرج على الأقل بالتعادل. كما أن بعض النهايات صعبة جدا و تتطلب معرفة أساسيات النهايات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق